مستثمرون أجانب : مصر جاذبة لعدد كبير من شركات النفط العالمية فى مجال الطاقة الخضراء
قالت شركة بيزنس مونيتور انترناشيونال "إحدى شركات فيتش سوليوشنز" فى آخر تقاريرها الخاصة بالنفط والغاز فى مصر خلال الربع الأول من عام 2025 إن مصر تتمتع بعدد من نقاط القوى فى هذا المجال، وأهمها القاعدة الكبيرة من موارد الغاز الطبيعى، خاصة فى المناطق البحرية فى دلتا النيل والبحر الأبيض المتوسط، كما توجد إمكانيات وفرص لإنتاج النفط البرى فى الصحراء الغربية، وإن هناك اهتمامًا دوليًا قويًا بجولات التراخيص فى المنبع، كما تتمتع مصر بالسيادة على القناة الرئيسية لنقل النفط والغاز، وهى قناة السويس، بفضل موقعها الاستراتيجى وساحليها، كما تدير عددًا من الموانئ على كل من البحر الأحمر فى الجنوب والبحر الأبيض المتوسط فى الشمال، ويعد ميناء الإسكندرية أكبر ميناء فى البلاد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولديه رصيفان مخصصان لشحن وتفريغ النفط الخام، كما أن محطة سيدى كرير هى المحطة الرئيسية الأخرى على البحر الأبيض المتوسط، وعلى البحر الأحمر تعد العين السخنة المحطة الرئيسية، مع ميناء رصيف البترول الواقع بالقرب من السويس، كما يمكن تصدير المنتجات المكررة من مصافى الإسكندرية الثلاثة عبر محطات البحر الأبيض المتوسط مثل ميناء الدخيلة، هذا بجانب أن مصر تمتلك أكبر قدرة تكرير فى أفريقيا، ومن المتوقع أن تستمر زيادة القدرة وبرامج التحديث على المدى القصير.
وتؤكد إيما ريتشاردز "الباحثة فى قطاع الطاقة بشركة بيزنس مونيتور انترناشيونال" أن المناطق العميقة فى البحر الأبيض المتوسط تظل غير مستكشفة بالكامل وتحمل إمكانات كبيرة، وستجعل إصلاحات دعم الوقود الإضافية السوق المصرية أكثر جاذبية للاستثمار مع ارتفاع أسعار المبيعات، وتشير أسواق الطلب على الغاز والوقود إلى فرص استثمارية كبيرة، هذا بجانب الطلب الأوروبى المتزايد على الغاز الطبيعى المصرى نتيجة للصراع الروسى الأوكرانى.
وأشار جوزيف جاتدولا رئيس تحليل النفط والغاز بشركة بيزنس مونيتور إلى توقيع مصر سلسلة من اتفاقيات الاستثمار مع شركات عالمية لزيادة إنتاج النفط والغاز، فشركتا شل المصرية وبتروناس الماليزية ستستثمران بقيمة 222 مليون دولار، لزيادة معدلات الإنتاج والاحتياطيات فى منطقة غرب الدلتا بالبحر المتوسط، كما تخطط شركة أميا باور وهى إحدى شركات مجموعة النويس الإماراتية للاستثمار لإضافة 2 جيجاوات من الطاقة المتجددة إلى مصر من خلال مزيج من محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر.
وفى هذا الصدد يقول حسين النويس رئيس شركة أميا: لقد حظيت مصر بموارد رياح جيدة وموارد شمسية جيدة مما يجعل الطاقة المتجددة جذابة للغاية، نحن نؤمن بشدة بمصر، فالرؤية المصرية للتحول فى مجال الطاقة وزيادة الطاقة الخضراء هى رؤية نؤمن بها وندعمها، كما أن الإمارات مستثمر كبير فى مصر، وداعم كبير لمصر ونحن نعمل مع مؤسسات مالية تنموية تتنافس على منحنا المال لدعم مصر.
وأشار ماركو أرشيلى الرئيس التنفيذى لشركة أكوا إلى أن مشروع الهيدروجين الأخضر للشركة الرائد فى مصر من الممكن أن يصبح ثانى أكبر مشروع من نوعه بعد مشروع الهيدروجين الأخضر فى نيوم السعودية بقيمة 8.5 مليار دولار، وتأمل أكوا أن يبدأ تشغيله بحلول عام 2028 ومن المتوقع أن ينتج المصنع 600 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، أى حوالى نصف الكمية المنتجة فى مشروع نيوم، مؤكدًا أن مصر تسعى إلى مضاعفة الاستثمار الأجنبى المباشر 3 مرات فى السنة المالية الحالية ليصل إلى 30 مليار دولار.