
أصدرت النيابة العامة قرارًا بإحالة 67 متهمًا إلى محكمة الجنايات، من ضمنهم مدير مكتب تأهيل وأخصائي مهني بوزارة التضامن الاجتماعي وأخصائي نفسي بهيئة التأمين الصحي، هؤلاء المتهمون ارتكبوا مجموعة من الجرائم التي تشمل الحصول على منافع غير مشروعة، تسهيل الاستيلاء على أموال الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، وتقديم رشوة، فضلاً عن تزوير المحررات الرسمية والإلكترونية، والتهرب الجمركي.
وجاءت هذه التحركات بعد تحريات هيئة الرقابة الإدارية، التي كشفت عن شبكة من المتورطين في استصدار بطاقات إثبات الإعاقة والخدمات المتكاملة بشكل غير قانوني، بهدف الاستفادة من المزايا المقررة لذوي الإعاقة، مثل إعفاء السيارات من الرسوم الجمركية، والحصول على معاشات «تكافل وكرامة» بطريقة احتيالية.
التفاصيل الكاملة كشفتها النيابة العامة، حيث أمرت النيابة العامة بإحالة مدير مكتب تأهيل، وأخصائي مهني بوزارة التضامن الاجتماعي، وأخصائي نفسي بهيئة التأمين الصحي، وأربعة وستين متهمًا آخرين إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبتهم عما أُسند إليهم من ارتكاب جرائم الحصول دون وجه حق على منفعة وربح من عمل من أعمال الوظيفة العامة، وتسهيل الاستيلاء على أموال الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، والرشوة، وتزوير المحررات الرسمية والإلكترونية واستعمالها والاشتراك فيها، فضلًا عن التهرب الجمركي.
وكانت نيابة الأموال العامة العليا قد تلقت تحريات هيئة الرقابة الإدارية، التي تضمنت اتفاق مدير مكتب تأهيل الخصوص مع ثلاثة متهمين على قبول وقيد طلبات عشرة منتفعين لاستخراج بطاقات إثبات الإعاقة والخدمات المتكاملة، بزعم أنهم من ذوي الإعاقة الشديدة، بالمخالفة للحقيقة، وذلك من خلال تزوير تقارير طبية، مما مكّنهم من استخراج تلك البطاقات دون وجه حق، بقصد الاستفادة من المزايا المقررة لذوي الإعاقة، ومنها استيراد سيارات مجهزة طبيًا معفاة من الرسوم والضرائب الجمركية، والحصول على معاش «تكافل وكرامة»، والجمع بين معاشين.
فباشرت النيابة العامة تحقيقاتها، وأصدرت إذنًا بضبط المتهمين، وقد أسفر تفريغ النيابة العامة للهواتف المضبوطة بحوزة المتهمين، عن اتفاق مدير مكتب التأهيل مع 13 متهمًا آخرين على استصدار بطاقات إثبات الإعاقة والخدمات المتكاملة لواحد وخمسين متهمًا، فضلًا عن اشتراك متهمَيْن آخرَيْن في ارتكاب تلك الوقائع، أحدهما يعمل أخصائيًا مهنيًا بوزارة التضامن الاجتماعي، والآخر أخصائيًا نفسيًا بهيئة التأمين الصحي، وباستجواب المتهمين، أقروا بارتكابهم الواقعة، فأمرت النيابة العامة بحبس 8 منهم، وإحالتهم جميعًا إلى محكمة الجنايات المختصة.
وتصدت النيابة العامة لآثار الجريمة، بإلغاء البطاقات الصادرة بالمخالفة لأحكام القانون، وضبط السيارات المُفرج عنها، وتحصيل الرسوم والضرائب المقررة قانونًا، واسترداد المبالغ التي صُرفت دون وجه حق.
وتنفيذًا لتوصيات النيابة العامة، وضعت الجهة الإدارية المختصة ضوابط محكمة وأطرًا منضبطة، تلافيًا لمحاولات الاستفادة غير المشروعة من غير المستحقين؛ صونًا للمال العام، وحفاظًا على حقوق ذوي الإعاقة الجديرة بالرعاية.