تراجع الرئيس  الأمريكى دونالد ترامب عن سلسلة من الرسوم الجمركية القاسية التي استهدفت الأصدقاء والأعداء على حد سواء في محاولة جريئة لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي.

جاء إعلان ترامب عقب أسبوعٍ صعب حذر فيه نواب جمهوريون ومقربون منه سرا من أن الرسوم الجمركية قد تدمر الاقتصاد وكان مساعدوه قد دقوا ناقوس الخطر سرا بشأن الأسواق المالية قبل أن يُعلق نظام الرسوم الجمركية الذي كشف عنه قبل أسبوع واحد فقط. وارتفعت سوق الأسهم على الفور بعد هذا التحول المفاجئ منهية أياما من الخسائر التي أجبرت الأميركيين الأكبر سنا الذين كانوا يستثمرون مدخراتهم في إعادة النظر في خطط التقاعد الخاصة بهم.

قبل إعلان ترامب كان بعض مستشاريه في حالة ذعر شديد بشأن أسواق السندات وفقا لمسؤول كبير في الإدارة كانت أسعار الفائدة على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ترتفع على عكس ما يحدث عادة عندما تنخفض أسعار الأسهم ويبحث المستثمرون عن ملاذ آمن في سندات الخزانة هذه الديناميكية غير الاعتيادية تعني أنه في الوقت الذي قد تؤدي فيه الرسوم الجمركية إلى ارتفاع الأسعار سيدفع الناس المزيد لشراء منازل أو سداد ديون بطاقات الائتمان بسبب ارتفاع أسعار الفائدة أما الشركات التي تسعى إلى التوسع فستدفع المزيد للحصول على قروض جديدة.

وضغطا اثنين من كبار مستشاري ترامب وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك لتعليق التعريفات الجمركية في ضوء سوق السندات. في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أعلن ترامب عن مهلة 90 يوما، وقال: إنه سيستغلها للتفاوض على صفقات مع عشرات الدول التي أبدت انفتاحها على مراجعة شروط التجارة التي يرى أنها تستغل الشركات والعمال الأمريكيين باستثناء واحد الصين حيث رفع ترامب الرسوم الجمركية على أكبر منافس جيوسياسي لبلاده إلى 125%، في إطار تصعيد متبادل في حرب تجارية متصاعدة.

تراجع ترامب عن موقفه بعد أسبوع واحد من ظهوره في حديقة الورود وكشفه عن خطته لإعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة وعرض رسمًا بيانيًا يوضح الرسوم الجمركية الجديدة المرتفعة التي ستواجهها الدول وقال: «أيها الأمريكيون، هذا يوم التحرير». وتراجعت الأسواق تحسبا لتصاعد الحروب التجارية مما أدى إلى خسارة تريليونات الدولارات من الثروات استغل الديمقراطيون هذه القضية ساعين إلى تقويض أحد مصادر شعبية ترامب الاعتقاد بأنه جدير بالثقة لتوجيه اقتصاد البلاد.

وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر قبل ساعات من تراجع ترامب: «إن انهيار السوق الذي سببه دونالد ترامب أدى إلى تبخر 104 آلاف دولار من حساب التقاعد المتوسط».

كشفت هذه الحادثة عن الخلافات داخل فريق مستشاري ترامب الكبار حيث سعى البيت الأبيض جاهدا لتقديم حجج واضحة ومتسقة حول مدة الرسوم الجمركية وبينما بدا بيسنت وزير الخزانة منفتحا على المفاوضات بدا بيتر نافارو كبير مستشاري التجارة أكثر تشددا.

ووصف إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا الملياردير الذي يقدم المشورة لترامب بشأن القوى العاملة الحكومية نافارو بأنه «أغبى من كيس من الطوب» في حين وصف نافارو ماسك بأنه شخص «مجمع سيارات في كثير من الحالات». عند سؤاله عن الخلاف بين ماسك ونافارو، قال السيناتور ليندسي جراهام عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن كاليفورنيا وشريك ترامب في رياضة الجولف: «لا أعتقد أن الأمر مهم المهم هو ترامب».