الوضع الداكن

فشل المشروعات الأمريكية

يوسف القعيد

والعنوان كاملاً عن فشل المشروعات الأمريكية تجاه الصراع العربى الإسرائيلى. كاتبته هى الدكتورة انتصار محمد، إحدى من يقمن بالعمل فى المجلس الأعلى للثقافة. والكتاب يتناول المرحلة الزمنية منذ 1947 حتى 1973، والكتاب ضخم يقع فى أكثر من 450 صفحة، وكاتبته باحثة فى التاريخ الحديث والمعاصر، حصلت على الدكتوراه من جامعة عين شمس، وهى تعمل المُنسِّق الإعلامى والفنى بالهيئة الوطنية للصحافة، وقد صدر لها كتاب عن القضية الفلسطينية ودول المواجهة العربية وصدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتابها الراهن يُصدِّره لها السفير محمد العُرابى وزير الخارجية المصرية الأسبق، وأحد الشخصيات العامة والهامة فى الواقع السياسى المصرى والعربى الراهن، يكتُب فى تقديمه لهذا الكتاب المهم الذى أصدرته دار بتانة للطبع والنشر، وهى من الدور الخاصة المهمة فى مصر الآن.

يكتُب السفير محمد العرابى فى مقدمته أننا بصدد الدخول فى عالم سياسى متعدد المراحل والأزمنة. يُطلق عليه تاريخ التعامل الأمريكة مع قضية مهمة وخطيرة وهى القضية الفلسطينية، ومع متعة السرد التاريخى الذى يمنحه لنا هذا الكتاب سنتوقف عند محطات تاريخية ستكون مجالاً للتفكير واستخلاص الدروس.

بل أحياناً توقُع ما هو محتمل من السياسة الأمريكية ورد فعل الدول العربية. وإن كان من السهل معرفة ما تم. فإنه من الصعوبة القياس بدقة ما يحمله المستقبل، المهم استخلاص محددات التحرك الذى قد يحمل علامات واضحة فيما يتعلق بالمستقبل. هذا الكتاب يتميز بأنه ركَّز الضوء بشكل علمى وموضوعى على أهم المشروعات الأمريكية وموقف مصر كدولة مركزية ورائدة من دول المواجهة العربية، وأيضاً الموقف الرسمى لدولة العراق.

إن هذا التناول مع المعالجة العلمية للمشروعات الأمريكية تجاه الصراع العربى الإسرائيلى وموقف دولتى مصر والعراق منذُ سنة 1947 حتى 1973 يُعد فترة غاية الأهمية والدلالة بأحداثها وآثارها والتطورات الإقليمية التى أثرت فى المنطقة العربية ذات الأهمية الجغرافية والاستراتيجية والاقتصادية الجديرة بالدراسة والمتابعة.وتقول صاحبة الدراسة إنها ركزت على الفترة من 1947 إلى 1973 لأنها فترة مهمة، ولأن الصراع العربى الإسرائيلى هو أخطر وأكبر الأحداث التى عاشها الوطن العربى فى تاريخه الحديث.

ومن هذه القوى الولايات المتحدة الأمريكية التى تسعى منذ عهد إدارة الرئيس ترومان وحتى الرئيس نيكسون للتعاطى مع القضية الفلسطينية من منطق إدارتها وليس حلها. وكان معظم ما تطرحه مشروعات ومبادرات لا تُعطى الفلسطينيين حقهم فى تقرير مصيرهم. وإنما تخدم الاستراتيجية الإسرائيلية، فقد تشابهت معظم المشروعات التى قُدمت لحل الصراع العربى الإسرائيلى فى المضمون، رغم اختلافها فى الشكل.

إن هذا الكتاب المهم الذى استمتعت كثيراً بقراءاته يُعد محاولة للكتابة التاريخية والتحليل التاريخى خلال إطار المرحلة الزمنية، تنطلق من حق الفلسطينيين فيما يكافحون من أجله، ويناضلون فى سبيله، ألا وهو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القُدس الشريف. وكانت حرب السادس من أكتوبر 1973 ذروة ما قامت به مصر والأشقاء العرب المؤيدين لها من أجل حل القضية الوطنية التى طالت واستطالت وعاصرت الرؤساء الأمريكان ترومان، أيزنهاور، كيندي، جونسون، وريتشارد نيكسون، ورغم أننى عاصرت كل هذه الأحداث بل وشاركت فى بعض حروبها، إلا أن هذا التوثيق كان مهماً وأساسياً بالنسبة لى.


إقرأ أيضًا

مقالات

هيثم الغيص.. يكتب: ماذا تعنى عبارة «طاقة خضراء»؟

هيثم الغيص.. يكتب: ماذا تعنى عبارة «طاقة خضراء»؟
مقالات

السيادة تبدأ من التنمية.. مشروعات مصر العملاقة تغير قواعد اللعبة بالمنطقة

السيادة تبدأ من التنمية.. مشروعات مصر العملاقة تغير قواعد اللعبة بالمنطقة
مقالات

الطاقة البديلة والتنمية المستدامة

الطاقة البديلة والتنمية المستدامة
مقالات

كيف يؤثر أسلوب المدير الانتقامى على فريق العمل؟

كيف يؤثر أسلوب المدير الانتقامى على فريق العمل؟